على زيد اسم الرجل ، بخلاف «جاءني رجل لا امرأة».
الوجه الرابع : أن تكون جواباً مناقضاً لـ «نعم» وهذه تُحذف الجملُ بعدها كثيراً كقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا» في جواب من قال : «إنّي رجل ضَرير شاسِع الدار ، وليس لي قائد يلازمني فلي رخصة أن لا آتي المسجد؟» (١) والأصل : «لا ، لم يكن رخصة».
الخامس : أن تكون على غير ذلك؛ فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرُها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيها ، أو فعلاً ماضياً لفظاً وتقديراً ، وجب تكرارها.
مثالُ المعرفة : (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أنْ تُدْرِك القَمَرَ ، وَلا الّيلُ سابِقُ النّهارِ) (يس /٤٠).
ومثال النكرة التي لم تعمل فيها «لا» : (لا فِيها غَوْلٌ ولاهُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) (الصافات /٤٧) فالتكرارهنا واجب بخلافه في (لا لَغْوٌ فيها وَلا تَأثِيمٌ) (الطور /٢٣).
ومثالُ الفعل الماضي : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى) (القيامة /٣١). وإنما ترك التكرار في نحو قول أبي الأسود الدؤلي :
٢١٤ ـ ألا أبلغ معاوية بن حرب |
|
فلا قَرّتْ عُيُون الشامِتينا (٢) |
لأنّ المراد الدعاء فالفعل مستقبل في المعنى ومثله في عدم وجوب التكرار بعدم قصد المضيّ إلاّ أنه ليس دعاء؛ قولك : «والله لا فعلت كذا» ، وشذّ ترك التكرار في قول أبي خراش الهذلي وهو يطوف بالبيت :
__________________
١ ـ كنز العمال : ٨/ ح ٢٢٨٠٧.
٢ ـ أدب الطف : ١/١٠٥.