وإذا قيل : «خرجت فإذا الأسدُ» صح كونها عندالمبرد خبراً ، أي : فبالحضرة الأسدُ ، ولم يصح عندالزجّاج؛ لأن الزمان لا يخبر به عن الجثة ، ولا عندالأخفش ، لأن الحرف لايخبر به ولا عنه ، فإذا قلت : «فإذا القتالُ» صحت خبريتها عند غير الأخفش.
وتقول : «خرجت فإذا زيد جالس أو جالساً» فالرفع على الخبرية ، و «إذا» نصب به ، والنصب على الحالية والخبر «إذا» إن قيل : بأنها مكان ، وإلاّ فهو محذوف. نعم يجوز أن تقدّرها خبراً عن الجثّة مع قولنا : إنها زمان إذا قدّرت حذف مضاف كأن تقدّر في نحو : «خرجت فإذا الأسد» : فإذا حضور الأسد.
الثانى : أن تكون لغير المفاجأة ، والغالب أن تكون ظرفاً للمستقبل مضمّنة معنى الشرط وتختصّ بالدخول على الجملة الفعلية ، عكس الفجائية ، كقول الفرزدق في مدح الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) :
٩ ـ إذا رأته قريش قال قائلها |
|
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم (١) |
وقد اجتمعتا في قوله تعالى : (ثُمَّ إذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الأرض إذا أنتُمْ تَخْرُجوُن) (الروم /٢٥).
ويكون الفعل بعدها ما ضياً كثيراً كما تقدم وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «إذا سألت فاسأل تفقّها ولا تسأل تعنّتا» (٢) ومضارعاً دون ذلك ، كقول العباس بن مرداس في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
١٠ ـ ياخيرَ مَنْ رَكِبَ المطيّ ومن مَشى |
|
فوق التّراب إذا تعدّ الأنفس (٣) |
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٧٣٣.
٢ ـ غرر الحكم : ١ / ٣٢٣ باب «إذا».
٣ ـ لسان العرب : مادّة أذذ.