وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب :
١١ ـ والنفسُ راغِبةٌ إذا رَغّبْتَها |
|
وإذا تُردُّ إلى قليل تَقنع (١) |
وإنما دخلت الشرطية على الاسم في نحو قوله تعالى : (إذا السَّماء انْشَقّتْ) (الانشقاق /١) وقول خزيمة بن ثابت :
١٢ ـ إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا |
|
أبو حسن مما تخاف من الفتن (٢) |
؛ لأنه فاعل بفعل محذوف على شريطة التفسير ، لامبتدأ ، خلافاً للأخفش.
ولاتعمل «إذا» الجزم (٣) إلاّ في الضرورة ، كقول أعشى هَمْدان :
١٣ ـ وإذا تُصِبْك من الحوادث نكبة |
|
فاصبر ، فكل مصيبة ستكشّف (٤) |
تنبيه
قيل : قد تخرج عن كلّ من الظرفية والاستقبال ومعنى الشرط.
أمّا الأوّل ، فزعمه أبوالحسن في قوله تعالى : (حَتّى إذا جاءُوها) (الزمر /٧١) حيث قال : إنّ «إذا» جرّ بـ «حتّى».
وزعم أبوالفتح في (إذا وَقَعَتِ الْواقعة ليس لوقعتها كاذِبَةٌ خافِضَة
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٢٦٢.
٢ ـ أعيان الشيعة : ١ / ٤٤٤.
٣ ـ لا يقال : إنها عملت الجزم في قوله تعالى : «والليل إذا يسر» مع خروجها من الشرطية ، ففيها أولى لاقتضاء الشرطية الجزم أكثر من غيرها ، إذ يقال : إنها ليست في الآية جازمة ، وحذف اللام في «يسر» ليس للجزم بل تحذف اكتفاء عنها بالكسرة. قال الزمخشري : وياء «يسر» تحذف في الدرج اكتفاء عنها بالكسرة. الكشاف : ٤ / ٧٤٦.
٤ ـ اللباب : ٢٨.