٢٥٩ ـ ألاتسألان المرء ماذا يُحاولُ |
|
أنَحْبٌ فيُقْضى أم ضلالٌ وباطلٌ؟ (١) |
فـ «ما» مبتدأ؛ بدليل إبداله المرفوع منها ، و «ذا» موصول؛ بدليل افتقاره للجملة بعده ، وهو أرجح الوجهين في (وَيَسْألُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوُ) (البقرة/٢١٩) فيمن رفع «العفو» أي : الذي ينفقونه ، العفو ؛ إذ الأصل : أن تجاب الاسمية بالاسمية والفعلية بالفعلية.
ومنها : أن يكون «ماذا» كله استفهاما على التركيب كقولك : «لماذا جئت؟» وهو أرجح الوجهين في الآية في قراءة غير أبي عمرو : (قُلِ العَفْوَ) (البقرة/٢١٩) بالنصب ، أي : ينفقون العفو.
ومنها : أن تكون «ما» استفهاماً و «ذا» زائدة ، أجازه جماعة منهم ابن مالك في نحو : «ماذا صنعت؟» وعلى هذا التقدير فينبغي وجوب حذف الألف في نحو : «لم ذا جئت؟» والتحقيق : أن الأسماء لا تزاد.
النوع الثاني : الشرطية وهي نوعان :
غير زمانية ، نحو : (وما تَفْعَلُوا مِن خَير يَعْلَمْهُ الله) (البقرة /١٩٧).
وزمانية ، أثبت ذلك الفارسي وأبوالبقاء وأبو شامة وابن بري وابن مالك ، وهو ظاهر في قوله تعالى : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقيمُوا لَهُمْ) (التوبة /٧) أي استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم ، ومحتمل في (فما اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَاتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ) (النساء /٢٤) إلا أن «ما» هذه مبتدأ لا ظرفية ، والهاء من «به» راجعة إليها ، ويجوز فيها الموصولية و «فاتُوهُنَّ» الخبر ، والعائد محذوف أي : لأجله.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧١١.