٣٠٤ ـ سائل فَوارِسَ يَرْبُوع بشَدَّتِنا |
|
أهَلْ رَأوْنا بِسَفحِ القاعِ ذي الأكَمِ (١) |
انتهى. ولو كان كما زعم لم تدخل إلا على الفعل كـ «قد» وثبت في كتاب سيبويه ما نقله عنه ، ذكره في باب «أم» المتصلة ، ولكن فيه أيضاً ما قد يخالفه فإنه قال في باب عدّة ما يكون عليه الكلم ما نصهُ : و «هل» وهي للاستفهام. ولم يزد على ذلك ، وقال الزمخشري في كشافه : (هَلْ أتى) (الإنسان /١) أي : أقد أتى ، على معنى التقرير والتقريب جميعاً ، أي : أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان الطويل الممتد لم يكن فيه شيئاً مذكوراً ، بل شيئاً منسياً نطفة في الأصلاب ، والمراد بالإنسان الجنسُ بدليل : (إنّا خَلَقْنا الإنسانَ مِنْ نُطفَة) (الإنسان /٢) انتهى. وفسرها غيره بـ «قد» خاصة ، ولم يحملوا «قد» على معنى التقريب ، بل على معنى التحقيق ، وقال بعضهم : معناها التوقع ، وكأنه قيل لقوم يتوقعون الخبر عما أتى على الإنسان وهو آدم عليه الصلاة والسلام ، قال : والحين زمنُ كونه طيناً وقد عكس قومٌ ما قال الزمخشري ، فزعموا أن «هل» لا تأتي بمعنى «قد» أصلاً.
وهذا هوالصواب؛ إذ لا متمسك لمن أثبت ذلك إلا أحد ثلاثة اُمور :
أحدها : تفسير ابن عباس ، ولعله إنما أراد أن الاستفهام في الآية للتقرير ، وليس باستفهام حقيقي.
الثاني : قول سيبويه الذي شافَه العرب وفهم مقاصدهم ، وقد مضى أن سيبويه لم يقل ذلك.
والثالث : دخول الهمزة عليها في البيت ، والحرف لايدخل على مثله في
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٧٢.