(إنّا رادُّوهُ إلَيك وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرسَلينَ) (القصص /٧) فإن الرد بعيدَ إلقائه في اليم والإرسال على رأس أربعين سنة ، وقولُ بعضهم : «إن معناها الجمع المطلق» غيرُ سديد (١) ؛ لتقييد الجمع بقيد الإطلاق ، وإنما هي للجمع لابقيد.
وتنفرد عن سائر أحرف العطف بخمسة عشر حكماً :
أحدها : احتمالُ معطوفها للمعاني الثلاثة السابقة.
والثاني : اقترانها بـ «إمّا» نحو : (إمّا شاكِراً وَإمّا كَفُوراً) (الإنسان /٣).
والثالث : اقترانها بـ «لا» إن سبقت بنفي ولم تقصد المعية ، نحو : «ما قام زيدٌ ولا عمروٌ» لتفيد أن الفعل منفي عنهما في حالتي الاجتماع والافتراق ، ومنه : (وَما أموالُكُمْ ولا أولادُكُمْ بالّتي تُقَرّبُكُمْ عِنْدَنا زُلفى) (سبأ /٣٧) والعطف حينئذ من عطف الجمل عند بعضهم على إضمار العامل ، والمشهور أنه من عطف المفردات ، وإذا فقد أحدُ الشرطين امتنع دخولها فلا يجوز نحو «قام زيدٌ ولا عمرو» وأنما جاز (وَلاَ الضّالّينَ) (الفاتحة /٧) لأن في «غير» معنى النفي ولايجوز «ما اختصم زيد ولا عمرو» ؛ لأنه للمعية لا غير ، وأما (وَما يَسْتَوي الأعمى والبَصيرُ وَلا الظُّلُماتُ وَلا النّور وَلا الظّلُّ وَلا الحَرورُ ، وَما يَسْتِوِي الأحياءُ وَلا الأمواتُ) (فاطر/ ١٩ ـ ٢٢) فـ «لا» الثانية والرابعة والخامسة زوائد؛ لأمن اللبس.
والرابع : اقترانها بـ «لكن» ، نحو قوله تعالى : (وَلكِنْ رَسُولَ الله) (الأحزاب /٤٠) وقول الكميت في آل البيت :
__________________
١ ـ تقدم في المعنى الخامس من معاني «أو» تعبيره ب «الجمع المطلق» فما استشكله هنا على البعض ، واردٌ عليه.