«إنّ من السرف أن تأكل كلّ ما اشتهيت» (١) وخفض ، نحو : (وَأنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ يأتِيَ أحَدَكُمُ المُوتُ) (المنافقون /١٠) ومحتملة لهما ، نحو : (وَالّذي أطْمَعُ أنْ يَغْفِرَلي) (الشعراء /٨٢) أصله : في أن يغفرلي.
واختلف في محل «أن» وصلتها بعد حذف الجار ، فذهب الخليل والأكثرون إلى أنّه نصب بالفعل المذكور وجوّز سيبويه خفضه بالجار المحذوف.
و «أن» هذه موصول حرفي ، وتوصل بالفعل المتصرف ، مضارعا كان كما مر ، أو ماضيا ، نحو : (لَولا أنْ مَنَّ الله عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا) (القصص /٨٢) أو أمراً كحكاية سيبويه : «كتبت إليه بأن قم» ، هذا هوالصحيح.
وقد اختلف من ذلك في أمرين :
الأول : كون الموصولة بالماضي والأمرهي الموصولة بالمضارع ، والمخالف في ذلك ابن طاهر ، زعم أنها غيرها بدليلين :
أحدهما : أن الداخلة على المضارع تخلّصه للاستقبال فلا تدخل على غيره ، كالسين و «سوف».
ثانيهما : أنها لو كانت الناصبة لحكم على موضعهما بالنصب كما حكم على موضع الماضي بالجزم بعد «إن» الشرطية ، ولاقائل به.
والجواب عن الأول : أنه منتقض بنون التوكيد؛ فإنها تخلص المضارع للاستقبال وتدخل على الأمر باطراد.
وعن الثاني : أنه إنما حكم على موضع الماضي بالجزم بعد «إن» الشرطية؛ لأنها أثرت القلب إلى الاستقبال في معناه ، فأثرت الجزم في محلّه ، كما أنها لما أثرت
__________________
١ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٢.