وقال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ . . . ) ١ .
وتسمّى هذه الآية بآية الإفك وهو ـ كما عرّفه الفخر الرازي ـ : أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء ، وقيل : هو البهتان ، وهو الأمر الذي لا تشعر به حتى يفجؤك ، وأصله الإفك وهو القلب ، لأنّه قول مأفوك عن وجهه ٢ .
ثم قال : وأمّا قوله منكم فالمعنى إن الذين أتوا بالكذب في أمر عائشة جماعة منكم ٣ .
فالخطاب في الآية الكريمة موجّه للصّحابة وأنّ بعضهم جاء بالكذب والإفتراء .
وأما كون المقصود بالإفك هو عائشة أو غيرها فسيأتي الحديث عن ذلك في محلّه من هذا الكتاب .
وقد ذكر المفسّرون والرواة تفاصيل هذه القضيّة ونصّ بعضهم على أسماء العصبة التي جاءت بالإفك وهم : عبدالله بن أبيّ ، وزيد بن رفاعة ، وحسّان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ،
__________________
١) سورة النور ، الآية ١١ .
٢) التفسير الكبير : ج ٢٣ ص ١٧٢ ، الطبعة الثالثة .
٣) نفس المصدر : ص ١٧٣ .