وبين علم المخلوق ، فعلم المخلوقين ـ وإن كانوا أنبياء أو أوصياء ـ لا يحيط بما أحاط به علمه تعالى .
وثالثاً : أنّ الاعتقاد بالبداء يوجب انقطاع العبد إلى الله وطلبه إجابة الدعاء منه وكفاية مهماته وتوفيقه للطاعة وإبعاده عن المعصية .
ورابعاً : أنّ في ذلك الردّ على اليهود الذين قالوا إن قلم التقدير والقضاء حينما جرى على الأشياء في الأزل استحال أن تتعلق المشيئة بخلافه ، ولذلك حكى القرآن قولهم وردّ عليهم ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) ١ .
وخامساً : أنّ انكار البداء والالتزام بأنّ ما جرى به قلم التقدير كائن لا محاله دون استثناء يوقع العبد في اليأس عن اجابة الدعاء وحينئذ فلا ينفع دعاء أو تضرّع إلى الله تعالى .
وسادساً : أنّ انكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول بأن الله غير قادر على أن يغيّر ما جرى عليه قلم التقدير .
هذه خلاصة ما قرره علمان من أعلام الشيعة ـ وهما السيد علي الفاني الاصفهاني في كتابه البداء عند الشيعة والسيد أبو القاسم الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن ـ حول موضوع
__________________
١) سورة المائدة ، الآية ٦٤ .