البداء ، وفيه أبحاث عميقة ودقيقة تركنا التعرض لها رغبة في الاختصار ، وبعد فهل في الاعتقاد بالبداء بهذا المعنى منافاة للدين ؟ وهل فيه ما يستلزم الكفر ؟ حتى يقول هذا الكاتب وإنما تتسع الدائرة إلى أبعد ذلك لقولهم (الشيعة) بالبداء .
وأما بالنسبة الى الدعوى الثانية حول قذف نساء رسول الله صلىاللهعليهوآله فإن الشيعة تعتقد ـ وهذه كتبهم في متناول الجميع ـ أن نساء النبي صلىاللهعليهوآله بل نساء الأنبياء قاطبة منزهات عن الفواحش التي تمس الشرف والعرض ، فإنّ ذلك يخدش بمقام النبوّة ، ولكن لا يعني ذلك ان نساء النبيّ معصومات عن سائر الأخطاء بل جاء في القرآن ما يدلّ على أن امرأتين من نساء بعض الانبياء مصيرهما النار وهما امرأة نوح وامرأة لوط ، كما قال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ١ وأمّا نساء النبي فهنّ وإن كنّ لسن كسائر النساء كما تحدّث القرآن عنهن لكن لا يعني ذلك العصمة لهنّ وإنما اختلافهن عن سائر النساء في الثواب والعقاب فيضاعف لهن الثواب إذا جئن بالحسنة كما يضاعف لهنّ العقاب إذا جئن بالسيّئة
__________________
١) سورة التحريم ، الآية ١٠ .