قال تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ) ١ وذلك لمكان قربهن من رسول الله صلىاللهعليهوآله وجسامة مسؤليتهنّ عند الله وعند الرسول صلىاللهعليهوآله ولعلّ الكاتب يشير بقوله : (وقذف نساء النبي) إلى قضية الافك التي تحدّث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ٢ و ٣ .
وقد ذكرت القصّة مفصلة في صحيح البخاري وغيره والمراد بالافك هو الكذب العظيم أو البهتان على عائشة أو غيرها من أزواج النبي صلىاللهعليهوآله كما سيأتي بيان ذلك .
وجوابنا عن ذلك .
أولاً : ان هذه القضية وقعت في زمان النبي صلىاللهعليهوآله وتحدّث عنها القرآن الكريم ، وإذا كان الشيعة لم يوجدوا بعد كما يدّعي هذا
__________________
١) سورة الاحزاب ، الآيتان ٣٠ و ٣١ .
٢) سورة النور ، الآية ١١ .
٣) صحيح البخاري بحاشية السندي : ج ٣ ص ٣٨ ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .