ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم علم مبلغ هذا القول من الصواب ، لا ريب في أنّ أوّل ظهور الشيعة كان في الحجاز بلد المتشيع له وقال : وفي دمشق يرجع عهدهم الى القرن الأوّل للهجرة ١ .
وقد قلنا آنفاً إنّ محمّد كرد علي صاحب الخطط ليس من الشيعة ولا من أنصارهم .
ثمّ إنّ حادثة مقتل الخليفة الثالث ممّا حارت فيها أفهام علماء السنّة ، ولم يستيطعوا أن يقدموا لها تفسيراً صحيحاً ومقبولاً يمكن الإعتماد عليه ، والّا فأين الصحابة الأوّلون عن هذا الأمر ؟
وكيف تركوا خليفة المسلمين بلا حماية حتّى جاءه أناس فقتلوه ؟! ثمّ ما هي الدوافع لقتل الخليفة بينهم ؟؟
والحقيقة كما تشهد بها كتب التاريخ أنّ لبعض الصحابة والتابعين يدا في قتل الخليفة أمثال طلحة ، والزبير ، وعائشة ، وعمرو بن العاص وغيرهم ممّن يؤلّب النّاس على قتل عثمان ، وارجع الى التاريخ لتقف على حقيقة الحال .
ومن الجدير بالذّكر أنّ المؤرخين كما نصّوا على أشتراك
__________________
١) تاريخ الشيعة : ص ١٠ .