بقصاص من جراحة؟»؟ (١).
ولم يرد الحسين بهذه المظاهرة الّتي اهتزّت لها الأرض والسّماء ، وأغضبت الله في عرشه ، وأبكت محمّدا في قبره أن يستعطف ويسترحم ، كلّا ، أنّه أجل وأعظم من أن يطلب العطف من اللّئام والطّغام ، هذا ، إلى أنّه أعلم النّاس بما هم عليه من القساوة والفظاظة ؛ لقد أراد الحسين أن يثبت للعالم أن لا هدف لأعدائه وخصومه إلّا التّشفي والإنتقام من الإسلام ونبيّ الإسلام ، أراد كما أراد أبوه من قبل أن يبيّن للأجيال أنّ الولاء لأهل البيت ولاء لله وللرّسول ، وأنّ حربهم حرب لله وللرّسول.
وقد أدرك شيعة أهل البيت هذه الحقيقة ، فاتّخذوها شعارا لهم ولعقيدتهم. وأعلنوها في كلّ موطن وموقف تقربّا إلى الله ورسوله وعترته الأطهار.
__________________
(١) انظر ، تأريخ الطّبري : ٣ / ٣١٩ و : ٤ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.