غشيكم فاتّخذوه جملا ، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعا خيرا ، وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم ، فإنّ القوم إنّما يطلبوني ، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري ...» (١).
فقال : أنّكم تقتلون غدا كلّكم ، ولا يفلت منكم رجل.
قالوا : الحمد لله الّذي شرّفنا بالقتل معك (٢).
وقال أبو جهل يوم بدر : «اللهمّ أنّ محمّدا أقطعنا للرّحم ، وأتانا بما لا نعرف ، فانصرنا عليه» (٣).
وقال يزيد لعليّ بن الحسين : يا عليّ بن الحسين أنّ أباك الّذي قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني فنزل به ما رأيت ، فقال عليّ رضى الله عنه : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (٤).
فقال يزيد : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ
__________________
(١) انظر ، تأريخ الطّبري : ٥ / ٤١٩ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٣١ ، مقتل الخوارزمي : ١ / ٢٤٧. (منه قدسسره). انظر ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ٧٩ ـ ٨٠ مع اختلاف يسير ، الإرشاد للشّيخ المفيد : ٢ / ٧٦ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٢٢٨ ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٠١ ، الكامل في التّأريخ لابن الأثير : ٣ / ١٧ و ١٨ ، البداية والنّهاية لابن كثير : ٨ / ١٦٨ و ١٧١ ، الأخبار الطّوال : ٢٤٨.
(٢) انظر ، البداية والنّهاية : ٨ / ١٩١.
(٣) انظر ، تفسير الطّبري : ٢ / ٣٤ و : ٩ / ٢٠٨ و ٢٠٩ ، تفسير ابن كثير : ٢ / ٢٩٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٣٥٥ ح ٣٦٦٧٤ ، السّيرة النّبويّة : ٣ / ١٧٦ و : ٣ / ٢٢٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٤ / ١٣٢ ، تفسير القرطبي : ٧ / ٣٨٦.
(٤) الحديد : ٢٣.