(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ) (١) ، وقال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (٢) ، وقال : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٣) ، إلى غير ذلك من الآيات لم تفرّق بين الله ومحمّد في الطّاعة والمعصية.
وكذلك الرّسول الأعظم لم يفرّق بين التّمسك به والتّمسك بأهل بيته ، فقد جاء في كتاب ذخائر العقبى : «أنّ النّبيّ قال : «أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدّنيا فمن تمسك بنا اتّخذ إلى ربّه سبيلا» (٤). وجاء في الصّفحة نفسها حديث الثّقلين ، وإذا عطفنا هذا الحديث على قوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٥) ، كانت النّتيجة أنّ أهل البيت هم الطّاعات والحسنات ، وإنّ أعداءهم هم المعاصي والسّيئات ، ومن أجل هذا قال الفرزدق (٦) :
__________________
(١) محمّد : ٣٣.
(٢) الفتح : ١٧.
(٣) النّساء : ٨٠.
(٤) انظر ، ذخائر العقبى للحافظ الطّبري : ١٦ طبعة (١٣٥٦ ه» ، شواهد التّنزيل : ١ / ٣٨٠ ، الصّواعق المحرقة : ٩٠ ، ينابيع المودّة : ٢ / ٣٦٦ ح ٤٧ وص : ٣٦٦ ح ٢٠٨ ، مناقب أهل البيت : ١٧٣ ، الرّياض النّضرة : ٢ / ٣٦٨ ، طبعة (١٩٥٣ م).
(٥) النّساء : ٨٠.
(٦) انظر ، أنوار الرّبيع : ٤ / ٣٥ ، تأريخ الأدب العربي : ٢٦٨ طبعة بغداد عام ١٣٤٧ ه ، كفاية الطّالب : ٣٠٣ ، حياة الحيوان : ١ / ١١ ، شذرات الذّهب : ١ / ١٤٢ ، البداية والنّهاية : ٩ / ١٠٩ ، شرح لاميّة العجم للصّفدي : ٢ / ١٦٢ ، مروج الذّهب : ٢ / ١٩٥ ، الصّواعق المحرقة : ١١٩ ، نهاية الإرب : ٢١ / ٣٢٧ ، و : ٣ / ١٠٧ ، طبعة اسوة ، سرح العيون لابن نباتة : ٣٩٠ ، تأريخ دمشق : ٣٦ / ١٦١.
قال : فلمّا سمع هشام هذه القصيدة غضب ، ثمّ إنّه أخذ الفرزدق وحبسه ما بين مكّة والمدينة ، وبلغ ـ