عقيدتهم ، وفقههم ، وأحاديثهم ، وشعرهم ، ونثرهم تأريخ ولاء وأتباع لأهل البيت ، ونجد مؤلفاتهم ، وكتبهم في شتى أنواعها تزخر بأقوال الرّسول ، وآثار أبنائه ، بل نجد العلماء ، والشّعراء وغيرهم من الإماميّة يستعذبون الموت والإضطهاد في حبّ آل محمّد ، والذّب عنهم وعن تعاليمهم ومبادئهم ؛ فلقد حبس الفرزدق لأنّه ثار من أجل الإمام زين العابدين ، وخاطب هشام بقصدته الذّائعة الّتي قال له فيها :
هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحلّ والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم |
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله |
|
بجدّه أنبياء الله قد ختموا |
من معشر حبّهم دين وبغضهم |
|
كفر وقربهم منجى ومعتصم |
إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمّتهم |
|
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم |
|
في كلّ بدو ومختوم به الكلم |
* * *
فليس قولك من هذا بضائره |
|
العرب تعرف من أنكرت والعجم |
والكميت القائل (١) :
__________________
(١) هو الكميت بن زيد بن خنس الأسدي ، أبو المستهل ، شاعر الهاشميين ، من أهل الكوفة ، اشتهر بالعصر الأموي ، شعره يقارب أكثر من خمسة آلاف بيت. انظر ، ترجمته في الشّعر والشّعراء : ٥٦٢ ، خزانة الأدب للبغدادي : ١ ـ ٦٩ ، جمهرة أنساب العرب : ١٨٧.
انظر ، مروج الذّهب : ٣ / ٢٤٢ طبعة ١٩٤٨ م ، الأغاني : ١٥ / ١٢٤ و : ١٧ / ٢٨ ، شرح هاشميات الكميت لأبي رياش القيسي : ٦٦ ، الهاشميات والعلويات ، قصائد الكميت ، وابن أبي الحديد : ٢٦ ، ـ