بشكرك عن كلّ شكر ، وجوارحنا بطاعتك عن كلّ طاعة فإن قدّرت لنا فراغا من شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ، ولا تلحقنا فيه سأمة ، حتّى ينصرف عنّا كتّاب السّيّئات بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا ، ويتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا ...».
خاف الإمام من الفراغ ؛ لأنّه يؤدي بصاحبه إلى المحرمات ، والموبقات ، فسأل الله أن قدّر له شيئا منه أن يجعله فراغ سلامة لا فراغ تهلكة. فراغ المؤمن الّذي يشغل قلبه ولسانه بذكر الله عن عيوب النّاس ، وعن كلّ ذكر ، وجوارحه بطاعة الرّحمن عن طاعة الشّيطان.
إنّ المجرم لا يشعر باللّذة في ذكر الله ، ومرضاته ، بل لا شيء أثقل عليه من ذلك ، تماما كالمريض الّذي يجد العسل مرّ المذاق ، ومن استحوذ عليه الشّيطان لا يطمئن قلبه إلى ذكر الله وشكره ، ولا تسكن نفسه إلّا الى الحرام ، والمنكرات ، ولا يرتاح ضميره إلّا بعيوب النّاس ، وأكل لحومهم ..
إنّ الحصول على مرضاة الله سهل يسير ، والسّبيل إلى طاعته يجدها الغنيّ والفقير ، والقويّ والضّعيف ؛ لأنّها ليست سلعة تحتاج إلى مال ، ولا عملا شاقّا يفتقر إلى قوّة ، إنّها طهارة النّفس ، وتنزيه اللّسان عن الغيبة والكذب ، أنّها الشّغل بذكر الله عن كلّ ذكر ، وبشكره عن كلّ شكر ، فمن حمد الله مخلصا فهو مطيع ، ومن قال حقّا فله الأجر والثّواب ، ومن اثنى على الصّالحين ، وأحبّ عملهم كان معهم ، وأي شيء أيسر من الكلام ، وتحريك اللّسان؟! ...
أجل ، لا شيء أسهل عليك من أن ترضي الرّقيب الّذي عناه الله بقوله : ما