إنّ عظمة الكليني ، والطّوسي ، والمفيد ، والحلّي ، والمجلسي ، والشّهيد ، والأنصاري وغيرهم وغيرهم ، لا مصدر لها إلّا علوم أهل البيت ، وإلّا لأنّهم عرفوا شيئا من آثارهم ، لقد وجد في كلّ عصر أقطاب من الشّعية تنحني الرّؤوس إجلالا لقدرهم مقامهم ، ويرتبط تأريخ العلوم بتأريخهم ، ولا سرّ إلّا مدرسة أهل البيت وهدايتهم ، وحكمتهم ولولاها لم يكونوا شيئا مذكورا.
وبالتالي ، فإنّ تأريخ الإماميّة في عقيدهم ، وفقههم وأدبهم هو تأريخ الولاء لأهل البيت ، وهذه كتبهم ومؤلفاتهم تزخر بأقوال الرّسول ومناقب الأئمّة الأطهار من أبنائه ، وإنّ في هذه الصّفحات ذكرا لآل الرّسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وقد شغلت أمدا من عمري ، ولا أعرّفها بأكثر من ذلك.
و (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا ـ لو لايتهم ـ وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١).
__________________
(١) الأعراف : ٤٣.