وكان حظّ السّيّدة زينب أن تكون المكرسّة لمواساة أخيها الإمام الحسين ، وأن تمضي معه على طريق مأساته إلى آخرها ، تثبته وتخفف عنه ، وتبدي له الرّأي ، وتتبعه إلى ما يريد ، فلمّا كان استشهاده وقفت كالقصّاص العادل من قاتليه ، وممّن غرّروا به .. ثمّ تبعت رأسه الطّاهر إلى دمشق تدفع عن ذكره وتبين عن حقّه ، وتطلب حكم الله بينه وبين من أصابوه ، وبغوا عليه.
ولمّا أوت إلى المدينة لم تنثن عن ذكره حتّى ضجروا بها ، وضجرت بهم .. وطلبوا إليها أن تختار غير المدينة منزلا .. وجاءها نساء من بني هاشم وعلى رأسهنّ ابنة عمّها «زينب بنت عقيل» الّتي قالت لها مشفقة عليها : «يا ابنة عمّي قد صدقنا الله وعده ، وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء ، وسيجيزي الله الشّاكرين .. إرحلي إلى بلد آمن» (١).
__________________
(١) انظر ، وفيّات الأئمّة : ٤٦٨.