عمّه ، ويقول : إنّ محمّدا ألغى في بيته كلمة العبيد والجواري ، وأحلّ مكانهما كلمة فتاي ، وفتاتي ، وهو يصبر على الخدم ، فما يقول لواحد منهم «اف» مهما يخطىء» (١).
وكان عتاة قريش يغرون الصّبيان برسول الله صلىاللهعليهوآله فيصحب معه عليّا يذبهم عنه. ومن جهاده في المرحلة الأولى مبيته على فراش رسول الله ليلة الهجرة. وهنا أدع الحديث لغيري لمواضع التّهم .. فقد نشرت جريدة الأخبار المصرية ، كلمة بعنوان «مشاهدات فدائية في تأريخ الإسلام» جاء فيها :
«إنّ تأريخ الإسلام حافل بضروب باسلة من أمثلة الفدائية النّبيلة ... وأظهر من نعرف من فدائيي العصر النّبوّي عليّ بن أبي طالب ، ومواقفه الفدائية أكثر من أن تحصر ، لعل أوّلها في تأريخ الدّعوة مبيته ليلة الهجرة على فراش ابن عمّه متوقعا ما سيحيق به من الموت المباغت إذ أحاط به الأعداء من كلّ صوب ، فهانت عليه نفسه وراء ما ينشد من تفدية صاحب الدّعوة ، ومكث اللّيل الطّويل ينتظر ما بين لحظة وأخرى ، وقد برقت الأسنّة ، ولمعت السّيوف ... إنّ مخاطرات عليّ الفدائية تغلغلت في أعماقه حتّى غدت إحدى وسائل النّصر في بطولاته ، وحسبك أن تعلم إنّه في طليعة المتقدمين في ميدان المبارزة الحربية ، وإنّه بطل الإسلام» (٢).
أمّا الكاتب الإسلامي المصري الاستاذ عبد الكريم الخطيب فقد استوحى من المبيت معنى دقيقا ما سبقه إليه عالم وباحث ، قال :
__________________
(١) انظر ، كتابه «محمّد رسول الحرّيّة» : ٦٥ ، الطّبعة الأولى. (منه قدسسره).
(٢) انظر ، تأريخ نشر المقال في الجريدة : ٨ ـ ١٢ ـ ١٩٦٧ م. (منه قدسسره).