ولمّا بلغها ذلك أرسلتهما إليه فباعهما ـ عليهالسلام ـ بدرهمين ونصف درهم تصدّق بهذا المبلغ على الفقراء (١).
ويعلق الكاتب الرّاحل مصطفى صادق الرّافعي على ذلك فيقول :
يا بنت النّبيّ العظيم :
وأنت أيضا لا يرضى لك أبوك حلية بدرهمين ونصف درهم وفي المسلمين فقراء لا يملكون مثلها؟.
أي رجل شعبي على الأرض كمحمّد عليهالسلام فيه للأمّة كلّها غريزة الأب ، وفيه ـ على كلّ أحواله ـ اليقين الّذي لا يتحول ، وفيه الطّبيعة التّامّة الّتي يكون بها الحقّيقي هو الحقّيقي.
يا بنت النّبيّ العظيم :
أنّ زينة بدرهمين ونصف درهم لا تكون زينة ـ في رأي الحقّ ـ إذا أمكن أن تكون صدقة بدرهمين ونصف درهم!!.
أنّ فيها حينئذ معنى غير معناها :
فيها حقّ النّفس غالبا على حقّ الجماعة .. وفيها الإيمان بالمنفعة حاكما على الإيمان بالخير ... وفيها ما ليس بضروري قد جاء على ما هو الضّروري .. وفيها خطأ من الكمال إن صحّ في حساب الحلال والحرام ، لم يصحّ في حساب الثّواب والرّحمة.
__________________
(١) انظر ، مستدرك الوسائل : ٦ / ٥١٢ ح ٦ ، بحار الأنوار : ٨٥ / ٩٤ ح ٦٢.