أن يسأل الله النّاس غدا عن ولايته ومتابعته ، كما يسألون عن الإيمان بالله ، والرّسول ، واليوم الآخر ، قال ابن حجر ، وهو من علماء السّنّة في كتابه الصّواعق المحرقة : أنّ قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (١) ، نزلت في عليّ ، وأنّ
__________________
ـ تلخيص المستدرك : ٣ / ٣٢). ويوم الخندق لمّا سكت كلّ منهم ولم يجب طلب عمرو بن عبد ودّ العامري. وكادت تكون هزيمة نكراء لو لم ينهض بها عليّ بن أبي طالب ، وبهذا قال صلىاللهعليهوآله : برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه.
وبهذا وذاك تذهب أدراج الرّياح إيرادات ، وإشكالات ، وتبريرات ابن تيمية حين قال كما ورد في السّيرة الحلبية ومعها هامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٢٠ : إنّها أي ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين ـ من الأحاديث الموضوعة الّتي لم ترد في شيء من الكتب الّتي يعتمد عليها ولا بسند ضعيف ، وكيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين الإنس والجنّ ومنهم الأنبياء؟! ثمّ قال : بل إنّ عمرو بن عبدودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة.
والجواب نحن لسنا بصدد هذا الكلام ومناقشته بل نورد ما قاله العلّامة برهان الدّين الحلبي الشّافعي في نفس كتابه السّيرة الحلبية وفي نفس الجزء والصّفحة : إنّ عمرو بن عبد ودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة ، قيل وليس له أصل ، وكان عمرو بن عبدودّ قد قاتل يوم بدر حتّى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد ، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما ... وأنّه نذر لا يمسّ رأسه دهنا حتّى يقتل محمّد صلىاللهعليهوآله ... وقوله «كيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين» فيه نظر لأنّ قتل هذا كان فيه نصرة للدّين وخذلان الكافرين ... وقال الشّيخ المظفر في دلائل الصّدق : ٢ / ٤٠٢ : لمبارزة عليّ لعمرو أفضل من ... فكان هو السّبب في بقاء الإيمان واستمراره وهو السّبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدّين ، لكن هذا ببركة النّبيّ الحميد ودعوته وجهاده في الدّين ... وانظر أيضا المعيار والموازنة : ٩١ ، حياة الحيوان الكبرى للدّميري : ١ / ٢٣٨ طبعة مصر عام ١٣٠٦ ه ، المطبعة المشرفية ، عليّ بن أبي طالب بقية النّبوّة : ١٤٥ طبع مصر عام ١٣٨٦ ه ، مطبعة السّنّة المحمّدية ، الإمام عليّ أسد الله ورسوله : ٢٨ ، الإمام عليّ رجل الإسلام المخلّد لعبد المجيد لطفي : ٧٥ ، خاتم النّبيين لمحمّد أبو زهره : ٢ / ٩٣٨.
(١) الصّافّات : ٢٤.