هذا هو مبدأ ابن سعد الّذي عليه يموت ويحيا : ضيعته ، وداره ، وأهله ، وعشيرته ، أمّا الدّين والضّمير ، أمّا الله ورسوله فألفاظ يجترها ما دامت تحفظ له الضّيعة والدّار ، والأبناء والأقارب. حارب ابن سعد حسينا بدافع المنفعة الشّخصيّة ، وحبّ الدّنيا ، وكلّ من آثر المال والأهل على طاعة الله ، والرّسول فإنّه على مبدأ ابن سعد ودينه ، وإن بكى على الحسين حتّى ابيّضت عيناه ، ولعن ابن سعد في اليوم ألف مرّة ، ما دام لا يفعل إلّا بنفس الباعث الّذي بعث ابن سعد على قتل الحسين.
قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : «والّذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وأبويه ، وأهله وولده ، والنّاس أجمعين» (١).
وإذا عطفنا هذا الحديث الشّريف على الحديث الّذي رواه السّنّة والشّيعة :
__________________
ـ الكامل في التّأريخ لابن الأثير : ٤ / ٥٥٤ ، الفتوح لابن أعثم : ٥ / ١٠٣ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٢٤٥ ، البداية والنّهاية : ٨ / ١٨٩.
(١) انظر ، صحيح البخاريّ : ١ / ٩ ، مسند أحمد : ٣ / ٢٠٧ و ٢٧٥ و ٢٧٨ ، مغني المحتاج لمحمّد بن الشّربيني : ٤ / ٢٢٢ ، صحيح مسلم : ١ / ٤٩ ، شرح صحيح مسلم : ٢ / ١٥ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٢٦ ، كشف القناع للبهوتي : ٥ / ٣٠ : الدّيباج على مسلم : ١ / ٦٠ ، منتخب مسند عبد بن حميد : ٣٥٥ ، السّنن الكبرى : ٦ / ٥٣٤ و : ٧ / ٤٨١ ح ١١٧٤٤ و ١١٧٤٦ ، مسند أبي يعلى : ٥ / ٣٧٨ و : ٦ / ٢٣ ، صحيح ابن حبّان : ١ / ٤٠٦ ، المعجم الأوسط : ٨ / ٣٥٥ ، مسند الشّاميّين : ٤ / ١٤ ح ٢٥٩٣ وص : ٩٢ ح ٣٣٣٨ ، كتاب الأربعون الصّغرى للبيهقي : ٨٥ ، كنز العمّال : ١ / ٣٧ ح ٧٠ و ٧١ وص : ٤١ ح ٩١ ، و : ١٢ / ١٨٣ ح ٣٤٥٨١ و ٣٤٥٨٤ ، فيض القدير شرح الجامع الصّغير : ٦ / ٥٧١ ، الشّفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عيّاض : ١٨ ، سبل الهدى والرّشاد : ١٠ / ٤٧٦ و : ١١ / ٤٣٠ ، سنن الدّارمي : ٢ / ٣٠٧ ، الإيمان لابن مندة : ١ / ٤٣٥ ، شعب الإيمان : ٢ / ١٣٢ ، الفردوس بمأثور الخطاب : ٥ / ١٥٣ ، مسند أبي يعلى : ٥ / ٣٧٨ ، السّنن الكبرى : ٧ / ٤٨١ و : ١٠ / ٣١٩ ، مسند أبي عوانة : ١ / ٣٣.