(وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٢٠)
____________________________________
بالعقبة التى هى الطريق فى الجبل لصعوبة سلوكها وقوله تعالى (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) أى أى شىء أعلمك ما اقتحام العقبة لزيادة تقريرها وكونها عند الله تعالى بمكانة رفيعة (فَكُّ رَقَبَةٍ) أى هو إعتاق رقبة (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) أى مجاعة (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) أى قرابة (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) أى افتقار وحيث كان المراد باقتحام العقبة هذه الأمور حسن دخول لا على الماضى فإنها لا تكاد تقع إلا مكررة إذ المعنى فلافك رقبة ولا أطعم يتيما أو مسكينا والمسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب من النسب وترب إذا افتقر وقرىء فك رقبة أو أطعم على الإبدال من اقتحم (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) عطف على المنفى بلا وثم للدلالة على تراخى رتبة الإيمان ورفعة محله* لاشتراط جميع الأعمال الصالحة به (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) عطف على آمنوا أى أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله (وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) بالرحمة على عباده أو بموجبات رحمته من الخيرات (أُولئِكَ) إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما فى حيز صلته وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه* للإيذان ببعد درجتهم فى الشرف والفضل أى أولئك الموصوفون بالنعوت الجليلة المذكورة (صْحابُ الْمَيْمَنَةِ) أى اليمين أو اليمن (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب وحجة أو بالقرآن (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) أى الشمال أو الشؤم (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) مطبقة من آصدت الباب إذا