(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) (١٣)
____________________________________
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) أى أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالاتها والتنكير للتفخيم على أن المراد نفس آدم عليهالسلام أو للتكثير وهو الأنسب للجواب (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) أى أفهمها إياهما وعرفها حالهما من الحسن والقبح وما يؤدى إليه كل منهما ومكنها من اختيار أيهما شاءت وتقديم الفجور لمراعاة الفواصل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) أى فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنماها وأعلاها بالتقوى وهو جواب القسم وحذف اللام لطول الكلام وتكرير قد فى قوله تعالى (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) لإبراز كمال الاعتناء بتحقيق مضمونه والإيذان بتعلق القسم به أيضا أصالة أى خسر من نقصها وأخفاها بالفجور وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض وقيل هو كلام تابع لقوله تعالى (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) بطريق الاستطراد وإنما الجواب ما حذف تعويلا على دلالة قوله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) عليه كأنه قيل ليدمد من الله تعالى على كفار مكة لتكذيبهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا عليهالسلام وهو على الأول استئناف وارد لتقرير مضمون قوله تعالى (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) والطغوى بالفتح الطيغان والباء للسببية أى فعلت التكذيب بسبب طغيانها كما تقول ظلمنى بجراءته على الله تعالى أو صلة للتكذيب أى كذبت بما أوعدت به من العذاب ذى الطغوى كقوله تعالى (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) وقرىء بطغواها بضم الطاء وهو أيضا مصدر كالرجعى (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) منصوب بكذبت أو بالطغوى أى حين قام أشقى ثمود وهو قدار بن سلف أو هو ومن تصدى معه لعقر الناقة من الأشقياء فإن أفعل التفضيل إذا أضيف يصلح للواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث وفضل شقاوتهم على من عداهم لمباشرتهم العقر مع اشتراك الكل فى الرضابه (فَقالَ لَهُمْ) أى لثمود (رَسُولُ اللهِ) أى صالح عليهالسلام عبر عنه بعنوان الرسالة إيذانا بوجوب طاعته* وبيانا لغاية عتوهم وتماديهم فى الطغيان وهو السر فى إضافة الناقة إلى الله تعالى فى قوله تعالى (ناقَةَ اللهِ)