(فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها) (١٥)
____________________________________
أى ذروا ناقة الله (وَسُقْياها) ولا تذودوها عنها فى نوبتها (فَكَذَّبُوهُ) أى فى وعيده بقوله تعالى (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) وقد جوز أن يكون ضمير لهم للأشقين ولا يلائمه ذكر سقياها (فَعَقَرُوها) أى الأشقى والجمع على تقدير وحدته لرضا الكل بفعله وقال قتادة بلغنا أنه لم يعقرها حتى* تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم وقال الفراء عقرها اثنان والعرب تقول هذان أفضل الناس (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) فأطبق عليهم العذاب وهو من تكرير قولهم ناقة مدمدمة إذا ألبسها الشحم (بِذَنْبِهِمْ) * بسبب ذنبهم المحكى والتصريح بذلك مع دلالة الفاء عليه للإنذار بعاقبة الذنب ليعتبر به كل مذنب (فَسَوَّاها) أى الدمدمة بينهم لم يفلت منهم أحد من صغير وكبير أو فسوى ثمود بالأرض أو سواها* فى الهلاك (وَلا يَخافُ عُقْباها) أى عاقبتها وتبعتها كما يخاف سائر المعاقبين من الملوك فيبقى بعض الإبقاء وذلك أنه تعالى لا يفعل فعلا إلا بحق وكل من فعل بحق فإنه لا يخاف عاقبة فعله وإن كان من شأنه الخوف والواو للحال أو للإستئناف وقرىء فلا يخاف وقرىء لم يخف. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بكل شىء طلعت عليه الشمس والقمر.