(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (١١)
____________________________________
إليها العقول كما فى قوله تعالى (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) وقيل ضل فى صباه فى بعض شعاب مكة فرده أبو جهل إلى عبد المطلب وقيل ضل مرة أخرى وطلبوه فلم يجدوه فطاف عبد المطلب بالكعبة سبعا وتضرع إلى الله تعالى فسمعوا مناديا ينادى من السماء يا معشر الناس لا تضجوا فإن لمحمد ربا لا يخذله ولا يضيعه وإن محمدا بوادى تهامة عند شجر السمر فسار عبد المطلب وورقة بن نوفل فإذا النبى صلىاللهعليهوسلم قائم تحت شجرة يلعب بالأغصان والأوراق وقيل أضلته مرضعته حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت به لترده على عبد المطلب وقيل ضل فى طريق الشام حين خرج به أبو طالب. يروى أن إبليس أخذ بزمام ناقته فى ليلة ظلماء فعدل به عن الطريق فجاء جبريل عليهالسلام فنفخ إبليس نفخة وقع منها إلى أرض الهند ورده إلى القافلة (فَهَدى) فهداك إلى مناهج الشرائع المنطوية* فى تضاعيف ما أوحى إليك من الكتاب المبين وعلمك ما لم تكن تعلم أو أزال ضلالك عن جدك أو عمك (وَوَجَدَكَ عائِلاً) أى فقيرا وقرىء عيلا وقرىء عديما (فَأَغْنى) فأغناك بمال خديجة أو بمال حصل لك من ربح التجارة أو بمال أفاء عليك من الغنائم قال عليه الصلاة والسلام جعل رزقى تحت ظل رمحى وقيل قنعك وأغنى قلبك (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) فلا تغلبه على ماله وقال مجاهد لا تحتقر وقرىء فلا تكهر أى فلا تعبس فى وجهه (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) فلا تزجر ولا تغلظ له القول بل رده ردا جميلا قال إبراهيم بن أدهم نعم القول السؤال يحملون زادنا إلى الآخرة وقال إبراهيم النخعى السائل يريد الآخرة يجىء إلى باب أحدكم فيقول أتبعثون إلى أهليكم بشىء وقيل المراد بالسائل ههنا الذى يسأل عن الدين (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) بشكرها وإشاعتها وإظهار آثارها وأحكامها أريد بها ما أفاضه الله تعالى عليه عليه الصلاة والسلام من فنون النعم التى من جملتها النعم المعدودة الموجودة منها والموعودة والمعنى إنك كنت يتيما وضالا وعائلا فآواك الله تعالى وهداك وأغناك فمهما يكن من شىء فلا تنس حقوق نعمة الله تعالى عليك فى هذه الثلاث واقتد بالله تعالى وأحسن كما أحسن الله إليك فتعطف على اليتيم فآوه وترحم على السائل وتفقده بمعروفك ولا تزجره عن بابك وحدث بنعمة الله كلها وحيث كان معظمها نعمة النبوة فقد اندرج تحت الأمر هدايته عليه الصلاة والسلام للضلال وتعليمه للشرائع والأحكام حسبما هداه الله عزوجل وعلمه من الكتاب والحكمة. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الضحى جعله الله تعالى فيمن يرضى لمحمد أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها الله له بعدد كل يتيم وسائل.