(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ) (١١)
____________________________________
للمعدلة وقطعا للمعذرة وقيل الوزن عبارة عن القضاء السوى والحكم العادل وبه قال مجاهد والأعمش والضحاك واختاره كثير من المتأخرين قالوا إن الميزان لا يتوصل به إلا إلى معرفة مقادير الأجسام فكيف يمكن أن يعرف به مقادير الأعمال التى هى أعراض منقضية وقيل إن الأعمال الظاهرة فى هذه النشأة بصور عرضية تبرز فى النشأة الآخرة بصور جوهرية مناسبة لها فى الحسن والقبح وقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه يؤتى بالأعمال الصالحة على صور حسنة وبالأعمال السيئة على صور قبيحة فتوضع فى الميزان أى فمن ترجحت مقادير حسناته (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) أى ذات رضا أو مرضية (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) بأن لم يكن له حسنة يعتد بها أو ترجحت سيئاته على حسناته (فَأُمُّهُ) * أى فمأواه (هاوِيَةٌ) هى من أسماء النار سميت بها لغاية عمقها وبعد مهواها. روى أن أهل النار تهوى فيها سبعين خريفا وقيل إنها اسم للباب الأسفل منها وعبر عن المأوى باللام لأن أهلها يأوون إليها كما يأوى الولد إلى أمه وعن قتادة وعكرمة والكلبى أن المعنى فأم رأسه هاوية فى قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا والأول هو الأوفق لقوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) (نارٌ حامِيَةٌ) فإنه تقرير لها بعد إبهامها والإشعار بخروجها عن الحدود المعهودة للتفخيم والتهويل وهى ضمير الهاوية والهاء للسكت وإذا وصل القارىء حذفها وقيل حقه أن لا يدرج لئلا يسقطها الإدراج لأنها ثابتة فى المصحف وقد أجيز إثباتها مع الوصل. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة القارعة ثقل الله تعالى بها ميزانه يوم القيامة.