(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١٩)
____________________________________
(الْواقِعَةُ) أى قامت القيامة (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) لنزول الملائكة (فَهِيَ) أى السماء (يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) ضعيفة مسترخية بعد ما كانت محكمة (وَالْمَلَكُ) أى الخلق المعروف بالملك (عَلى أَرْجائِها) أى جوانبها جمع* رجا بالقصر أى تنشق السماء التى هى مساكنهم فيلجأون إلى أكنافها وحافاتها (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ) فوق الملائكة الذين هم الأرجاء أو فوق الثمانية (يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) من الملائكة عن النبى صلىاللهعليهوسلم هم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين فيكونون ثمانية وروى ثمانية أملاك أرجلهم فى تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤسهم وهم مطرقون مسبحون وقيل بعضهم على صورة الإنسان وبعضهم على صورة الأسد وبعضهم على صورة الثور وبعضهم على صورة النسر وروى ثمانية أملاك فى خلق الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاما وعن شهر بن حوشب أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك وعن الحسن الله أعلم أثمانية أم ثمانية آلاف وعن الضحاك ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله تعالى ويجوز أن يكون الثمانية من الروح أو من خلق آخر وقيل هو تمثيل لعظمته تعالى بما يشاهد من أحوال السلاطين يوم خروجهم على الناس للقضاء العام لكونها أقصى ما يتصور من العظمة والجلال وإلا فشؤنه سبحانه أجل من كل ما يحيط به فلك العبارة والإشارة (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) أى تسألون وتحاسبون عبر عنه بذلك تشبيها له بعرض السلطان العسكر لتعرف أحوالهم. روى أن فى يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فاعتذار واحتجاج وتوبيخ وأما الثالثة ففيها تنشر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك بشماله وهذا وإن كان بعد النفخة الثانية لكن لما كان اليوم اسما لزمان متسع يقع فيه النفختان والصعقة والنشور والحساب* وإدخال أهل الجنة الجنة وأهل النار النار صح جعله ظرفا للكل (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) حال من مرفوع تعرضون أى تعرضون غير خاف عليه تعالى سر من أسراركم قبل ذلك أيضا وإنما العرض لإفشاء الحال والمبالغة فى العدل أو غير خاف يومئذ على الناس كقوله تعالى (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) وقرىء يخفى بالياء التحتانية (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) تفصيل لأحكام العرض (فَيَقُولُ) تبجحا وابتهاجا (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) ها اسم لخذ وفيه ثلاث لغات أجودهن هاء يا رجل وهاء يا امرأة وهاؤما يا رجلان أو امرأتان وهاؤون يا رجال وهاؤن يا نسوة ومفعوله محذوف وكتابيه مفعول اقرؤا لأنه أقرب العالمين ولأنه