(إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) (٢٧)
____________________________________
لو كان مفعول هاؤم لقيل اقرؤه إذ الأولى إضماره حيث أمكن والهاء فيه وفى حسابيه وماليه وسلطانيه للسكت تثبت فى الوقف وتسقط فى الوصل واستحب إثباتها لثباتها فى الإمام (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) أى علمت ولعل التعبير عنه بالظن للإشعار بأنه لا يقدح فى الاعتقاد ما يهجس فى النفس من الخطرات التى لا ينفك عنها العلوم النظرية غالبا (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ذات رضا على النسبة بالصيغة كما يقال دارع فى النسبة بالحرف أو جعل الفعل لها مجازا وهو لصاحبها وذلك لكونها صافية عن الشوائب دائمة مقرونه بالتعظيم (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) مرتفعة المكان لأنها فى السماء أو الدرجات أو الأبنية والأشجار (قُطُوفُها) جمع قطف وهو ما يجتنى بسرعة والقطف بالفتح مصدر (دانِيَةٌ) يتناولها القاعد (كُلُوا وَاشْرَبُوا) بإضمار القول والجمع باعتبار المعنى (هَنِيئاً) أكلا وشربا هنيئا أو هنئتم هنيئا (بِما أَسْلَفْتُمْ) بمقابلة ما قدمتم من الأعمال الصالحة (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) أى الماضية فى الدنيا وعن مجاهد أيام* الصيام وروى يقول الله تعالى يأوليائى طالما نظرت إليكم فى الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم وخمصت بطونكم فكونوا اليوم فى نعيمكم وكلوا واشربوا الآية (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) وأرى ما فيه من قبائح الأعمال (فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) (وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ) لما شاهد من سوء العاقبة (يا لَيْتَها) يا ليت الموتة التى متها (كانَتِ الْقاضِيَةَ) أى القاطعة لأمرى ولم أبعث بعدها ولم ألق ما ألقى فضمير ليتها للموتة ويجوز أن يكون لما شاهده من الحالة أى يا ليت هذه الحالة كانت الموتة التى قضت على لما أنه وجدها أمر من الموت فتمناه عندها وقد جوز أن يكون للحياة الدنيا أى