(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) (٤٤)
____________________________________
واستهزائهم برسول الله صلىاللهعليهوسلم وبما نزل عليه من الوحى وادعائهم دخول الجنة بطريق السخرية وينشىء بدلهم قوما آخرين فإن قدرته تعالى على ما يعلمون من النشأة الأولى حجة بينة على قدرته تعالى على ذلك كما يفصح عنه الفاء الفصيحة فى قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) والمعنى إذا كان الأمر كما ذكر من أنا خلقناهم مما يعلمون فأقسم برب المشارق والمغارب (إِنَّا لَقادِرُونَ) (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) أى نهلكهم بالمرة حسبما تقتضيه جناياتهم ونأتى بدلهم بخلق آخرين ليسوا على صفتهم (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) بمغلوبين إن أردنا ذلك لكن مشيئتنا المبنية على الحكم البالغة اقتضت* تأخير عقوباتهم (فَذَرْهُمْ) فخلهم وشأنهم (يَخُوضُوا) فى باطلهم الذى من جملته ما حكى عنهم (وَيَلْعَبُوا) فى دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) وهو يوم البعث عند النفخة الثانية لا يوم النفخة الأولى* كما توهم فإن قوله تعالى (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) بدل من يومهم وقرىء يخرجون على البناء للمفعول من الإخراج (سِراعاً) حال من مرفوع يخرجون أى مسرعين (كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ) وهو كل ما نصب* فعبد من دون الله تعالى وقرىء بسكون الصاد وبفتح النون وسكون الصاد أيضا (يُوفِضُونَ) يسرعون* (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) وصفت أبصارهم بالخشوع مع أنه وصف الكل لغاية ظهور آثاره فيها (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تغشاهم ذلة شديدة (ذلِكَ) الذى ذكر ما سيقع فيه من الأحوال الهائلة (الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) فى الدنيا. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة سأل سائل أعطاه الله تعالى ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون.