وأما الشبهة الرابعة : فجوابها : لم لا يجوز أن يقال : انه عليهالسلام بين أن شرعه منقطع مجذوذ ، وكان ذلك معلوما بالتواتر فى دينه (١٧) الا أن قومه هلكوا بالكلية فى زمان «بخت نصر» وصار الباقى أقل من عدد التواتر ، فلا جرم انقطع هذا النقل.
وقوله : «النسخ يدل على البداء» قلنا : لا نسلم. فانه لا يمتنع اختلاف الأحكام لاختلاف المصالح.
وقوله : «لا تأثير لتحويل العبادة من يوم السبت الى يوم الجمعة» قلنا : كما لم يعلم وجه الحكمة بالتفصيل فى هذا التحويل ، لم يعلم أيضا عدم الحكمة فيه. فسقط الاستدلال.
وقوله : «اليهود نقلوا قوله عليهالسلام : «تمسكوا بالسبت» قلنا : ان تواترهم منقطع. فلا يفيد العلم (١٨) وبالله التوفيق. (١٩)
__________________
(١٧) من زمنه : ب
(١٨) القطع : ا
(١٩) توراة موسى عليهالسلام نزلت عليه من الله تعالى فى جبل الطور بسيناء. وقد عرفها الربانيون والأحبار الذين هم من نسل هارون أخى موسى ، ومن اللاويّين. ولم يحرفوها الا فى مدينة «بابل» سنة خمسمائة وستة وثمانية من قبل الميلاد. ايام فتنتهم مع «نبوخذنصر» ملك بابل. وجعلوها خمسة أسفار. وبعد الرجوع من بابل اختلف السامريون والعبرانيون حول عاصمة الدولة والجبل المقدس. فظهر اختلاف بين توراة السامرين وتوراة العبرانيين. وفى التوراة أن الله تعالى قسم بركة ابراهيم عليهالسلام فى الأمم بين ولديه اسماعيل وإسحاق عليهماالسلام. وبدأت البركة بإسحاق أولا. فمنه جاء موسى بالتوراة نورا وهدى للناس ، وجعل الله فى نسله أنبياء وملوك على الأمم. ولفظ «الأبد» المذكور فى التوراة عن شريعة موسى وعن التمسك بالسبت أبدا. معناه : الأبد الّذي ينتهى بمجيء بركة اسماعيل. لأن البركة معناها : أن يكون فى نسل إسحاق ملك ونبوة ، وأن يكون فى