المسألة الثانية والثلاثون
فى
عصمة الأنبياء عليهمالسلام
اعلم : أن الاختلاف فى هذه المسألة واقع فى أربعة مواضع :
الأول : ما يتعلق بالاعتقاد. وأجمعت الأمة على أنهم معصومون عن الكفر والبدعة ، الا الفضلية من الخوارج فانهم يجوزون الكفر على
__________________
ـ نسل اسماعيل ملك ونبوة. وقد جاء لفظ الأبد فى التوراة محددا بمدة فى قصة العبد المؤيد ـ وقد ذكرناها فى كتابنا نقد التوراة أسفار موسى الخمسة ـ وكاتب التوراة لم يحذف النصوص عن بركة اسماعيل. وانما قال : ان العهد المبرم بين الله وبين ابراهيم فى نسله هو فى نسل إسحاق وحده. وليس فى اسماعيل.
ففى التوراة قال الله لابراهيم عليهالسلام : «أقيم عهدى بينى وبينك ، وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم عهدا أبديا لأكون الهالك ، ولنسلك من بعدك ، وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا» [تك ١٧ : ٧ ـ ٩] ونسل ابراهيم منه اسماعيل وإسحاق ، لقوله : «بإسحاق يدعى لك نسل ، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك» [تك ٢١ : ١٢ ـ ١٣] وقال الملاك لهاجر عن اسماعيل «سأجعله أمة عظيمة» [تك ٢١ : ١٨] فجاء الكاتب ليلبس الحق بالباطل وليضع ما يدل على أن العهد خاص بإسحاق فى هذا النص وهو «١٨ وقال ابراهيم لله : ليت اسماعيل يعيش أمامك ١٩ فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا ، وتدعو اسمه إسحاق ، وأقيم عهدى معه عهدا أبديا لنسله من بعده ٢٠ وأما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه ، وأثمره وأكثره كثيرا جدا ، اثنى عشر رئيسا يلد ، وأجعله أمة كبيرة. ٢١ ولكن عهدى أقيمه مع إسحاق الّذي تلده لك سارة فى هذا الوقت فى السنة الآتية» [تك ١٧ : ١٨ ـ ٢١]