المسألة السّابعة والثلاثون
فى
شفاعة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم
اتفقت الأمة على اثبات هذه الشفاعة. الا أن المعتزلة قالوا بتأثيرها فى ايصال ازدياد النعيم الى أهل الثواب. وأصحابنا قالوا. ذلك حق. ولكن من جملة تأثيراتها اسقاط العقاب عن أهل العقاب.
لنا : وجوه :
الحجة الأولى : انه تعالى أمر محمدا عليهالسلام بالاستغفار للمذنبين. فقال تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (محمد ١٩) والفاسق مؤمن. بدليل قوله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما. فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى. فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) (الحجرات ٩) فسماه مؤمنا حال كونه باغيا.
وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى) (البقرة ١٧٨) سماه مؤمنا حال قتل النفس بغير الحق.
فثبت بهذا : أن الله تعالى أمر محمدا عليهالسلام بأن يستغفر للفاسق. فذا طلب محمدعليهالسلام المغفرة للفاسق ، فلا بد أن يريد أن لا يرده الله عن مطلوبه ، بل يقبل شفاعته. واذا ثبت أن محمدا عليهالسلام يريد ذلك ، وجب أن يقبل الله ذلك لقوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (الضحى ٥) ويلزم من مجموع ذلك : أن الله تعالى يقبل شفاعة محمدعليهالسلام فى حق الفساق.
الحجة الثانية : قوله تعالى : («يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ، وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ، لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ ، إِلَّا مَنِ