نقول : هذه القرينة التى ذكرناها تصلح مخصصة لهذا العموم ، أو نقول : يجب حمل لفظ الفجار على الكفار ، توفيقا بين هذه الآية وبين سائر الآيات ومنها : قوله تعالى : (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا : أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (طه ٤٨) ومنها : قوله تعالى : (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) (النحل ٢٧) ومنها : قوله تعالى : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ ، سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها : أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا : بَلى. قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا. وَقُلْنا : ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ. إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) (الملك ٨ ـ ٩) وهذا يقتضي بصريحه : أن كل من دخل النار ، فانه يكون مكذبا لأنبياء الله ، فيجب أن من لم يكن مكذبا ، لا يدخل النار.
وهذا تمام القول فى هذه المسألة. وقد بلغ مذهبنا فى الظهور مبلغا عظيما. اللهم اجعلنا من أهل عفوك وفضلك ومغفرتك واحسانك ، وافعل بنا ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله. يا ذا المن والكرم ، ويا ذا الجلال والاكرام والجود والانعام.