المسألة الثالثة والثلاثون
فى
أن الملائكة أفضل أم الأنبياء عليهمالسلام؟
مذهب أصحابنا والشيعة : أن الأنبياء أفضل من الملائكة. وقالت الفلاسفة والمعتزلة : الملائكة السماوية أفضل من البشر. وهو اختيار القاضى «أبى بكر الباقلانى» و«أبى عبد الله الحليمى» من أصحابنا
واحتج القائلون بتفضيل الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ [على الملائكة] بوجوه :
الحجة الأولى : ان آدم عليهالسلام كان مسجودا للملائكة. والسجود أفضل من الساجد.
بيان الأول : قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) (البقرة ٣٤) ـ (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ : إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ ، فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) (ص ٧١ ـ ٧٢) وبيان الثانى : ان السجود أعظم أنواع الخدمة ، وأمر الكامل بخدمة الناقص ، لا يليق بالحكمة.
فان قيل : لم لا يجوز أن يقال : السجدة كانت لله تعالى وآدم كالقبلة؟
سلمنا : أن السجدة كانت لآدم ، ولكن لم لا يجوز أن يكون المراد من السجدة : التواضع والترحيب؟ قال الشاعر :
ترى الأكم فيها سجدا للحوافر
سلمنا : أن السجدة عبارة عن وضع الجبهة على الأرض. لكن لا نسلم أن هذا غاية التواضع لأن هذا قضية عرفية ، ويجوز أن تختلف