الحجة السادسة : انا سنقيم الدلالة ان شاء الله تعالى على أن تأثير شفاعة محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم فى اسقاط العقاب. وذلك يدل على قولنا فى هذه المسألة.
الحجة السابعة : قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر ٥٣).
فان قيل : هذه الآية ان دلت. فانما تدل على القطع بالمغفرة لكل العصاة ، وأنتم لا تقولون بهذا المذهب. فما تدل عليه الآية لا تقولون به ، وما تقولون به لا تدل الآية عليه. سلمنا ذلك ، لكن المراد : أنه تعالى يغفر جميع الذنوب مع التوبة. وحمل الآية على هذا المعنى أولى لوجهين :
الأول : انا اذا حملناها على هذا الوجه فقد حملناها على جميع الذنوب ـ على ما هو ظاهر الآية ـ وان حملناها على ما ذكرتم لا يمكن حمله على ظاهر الآية. لأنه تعالى لا يغفر جميع الذنوب من غير توبة. فان الكفر ذنب. والله لا يغفره الا مع التوبة.
الثانى : انه تعالى ذكر عقيب هذه الآية ، قوله تعالى : (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ) (الزمر ٥٤ الآية ، والانابة هى التوبة.
والجواب عن الأول : ان قوله : (يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) وعد منه تعالى بأنه سيفعل ذلك فى المستقبل. ونحن نقطع بذلك. فانا قاطعون بأنه تعالى سيخرج كل المؤمنين من النار لا محالة ، فيكون هذا قطعا لحصول الغفران لا محالة. وبهذا الطريق يظهر أنه لا حاجة فى إجراء الآية على ظاهرها الى إضمار قبل التوبة. والله أعلم.