رضى الله عنهم ـ واذا بطل القول بأن الامام هو على أو العباس ـ رضى الله عنهما ـ وجب القطع بأن الامام هو أبو بكر رضى الله عنه ـ واعلم : أن هذا الدليل مبنى على مقدمات :
المقدمة الأولى : ان الأمة مجمعة على أن الامام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد هؤلاء الثلاثة.
واعلم : أن الأنصار طلبوا الخلافة لأنفسهم فى أول الأمر وقالوا : منا أمير ومنكم أمير. فلما ناظرهم «أبو بكر» فى ذلك تركوا قولهم ، فصار ذلك القول باطلا باجماع الأمة. وكل من نظر فى كتب السير ، علم وتيقن اتفاق الأمة على أن الامام بعد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ليس الا أحد هؤلاء الثلاثة.
المقدمة الثانية : ان «عليا» ـ رضى الله عنه ـ ما كان بعد وفاة الرسول عليهالسلام فى العجز الى حيث لا يمكنه طلب حق نفسه ، وما كان «أبو بكر» ـ رضى الله عنه ـ فى القوة والتسلط بحيث يمكنه غصب الحق من «على» ـ رضى الله عنه ـ
والدليل عليه : أن «عليا» رضى الله عنه ـ كان فى غاية الشجاعة والشهامة. وكانت «فاطمة» ـ رضى الله عنها ـ مع علو منصبها زوجة له. وكان «الحسن» و«الحسين» ـ رضى الله عنهما ـ ابنيه وكان «العباس» مع علو منصبه معه.
فانه يروى فى الأخبار : أن «العباس» قال ل «على» : امدد يدك أبايعك ، حتى يقول الناس : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ، ولا يختلف عليك اثنان. و«الزبير» كان مع غاية شجاعته مع «على» فانه يروى أنه سل سيفه ، وقال : لا أرضى بخلافة «أبى بكر» وأما «أبو سفيان» فانه قال : أرضيتم يا بنى «عبد مناف» أن تلى عليكم «تيم» والله لأملأن الوادى عليكم خيلا ورجلا. وأما جملة الأنصار فانهم كانوا أعداء «أبى بكر» وذلك لأنهم طلبوا الامامة لأنفسهم ، فدفعهم أبو بكر عنها بقوله عليهالسلام «الائمة من قريش»