السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «استكثروا من الباقيات الصالحات» قيل : وما هن يا رسول الله قال «الملة» قيل : وما هي يا رسول الله؟ قال «التكبير ، والتهليل ، والتسبيح ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله» وهكذا رواه أحمد (١) من حديث دراج به.
قال ابن وهب : أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله حدثه قال : أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي في حاجة ، فقال : قل له القني عند زاوية القبر ، فإن لي إليك حاجة ، قال : فالتقيا فسلم أحدهما على الآخر ، ثم قال سالم : ما تعد الباقيات الصالحات؟ فقال : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال له سالم : متى جعلت فيها لا حول ولا قوة إلا بالله؟ قال : ما زلت أجعلها ، قال : فراجعه مرتين أو ثلاثا فلم ينزع ، قال : فأثبت؟ قال سالم : أجل فأثبت ، فإن أبا أيوب الأنصاري حدثني أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : «عرج بي إلى السماء فأريت إبراهيم عليهالسلام ، فقال : يا جبريل من هذا الذي معك؟ فقال : محمد ، فرحب بي وسهل ، ثم قال : مر أمتك فلتكثر من غراس الجنة ، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة ، فقلت : وما غراس الجنة فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله» (٢).
وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا محمد بن يزيد عن العوام ، حدثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير ، قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء ، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء ، ثم قال : «أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون ، فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم ، فليس مني ولست منه ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم ، فهو مني وأنا منه. ألا وإن سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، هن الباقيات الصالحات».
وقال الإمام أحمد (٤) : حدثنا عفان ، حدثنا أبان ، حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام ، عن مولى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده ـ وقال ـ بخ بخ لخمس من لقي الله مستيقنا بهن دخل الجنة : يؤمن بالله واليوم الآخر ، وبالجنة والنار ، وبالبعث بعد الموت ، وبالحساب».
__________________
(١) المسند ٣ / ٧٥.
(٢) انظر تفسير الطبري ٨ / ٢٣١.
(٣) المسند ٤ / ٢٦٧ ، ٢٦٨.
(٤) المسند ٤ / ٢٣٧.