النون إذ هو في بطن الحوت (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له» (١) ورواه الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد به.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر عن كثير بن زيد عن المطلب بن حنطب ، قال أبو خالد : أحسبه عن مصعب يعني ابن سعد عن سعد ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دعا بدعاء يونس استجيب له» قال أبو سعيد : يريد به (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).
وقال ابن جرير (٢) : حدثني عمران بن بكار الكلاعي ، حدثنا يحيى بن صالح ، حدثنا أبو يحيى بن عبد الرحمن ، حدثني بشر بن منصور عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اسم الله الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى» قال قلت يا رسول الله. هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال : «هي ليونس بن متى خاصة ، ولجماعة المؤمنين عامة ، إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله عزوجل (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) فهو شرط من الله لمن دعاه به».
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي سريج ، حدثنا داود بن المحبر بن قحذم المقدسي عن كثير بن معبد قال : سألت الحسن فقلت : يا أبا سعيد اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى؟ قال : ابن أخي أما تقرأ القرآن قول الله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ـ إلى قوله ـ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ابن أخي ، هذا اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى.
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) (٩٠)
يخبر تعالى عن عبده زكريا حين طلب أن يهبه الله ولدا يكون من بعده نبيا ، وقد تقدمت القصة مبسوطة في أول سورة مريم (٣) وفي سورة آل عمران (٤) أيضا ، وهاهنا أخصر منها (إِذْ
__________________
(١) أخرجه الترمذي في الدعوات باب ٨١.
(٢) تفسير الطبري ٩ / ٧٨.
(٣) انظر تفسير الآيات ٢ ـ ١٥ من سورة مريم.
(٤) انظر تفسير الآيات ٣٧ ـ ٤١ من سورة آل عمران.