هذا مزمارا من مزامير آل داود» (١) يعني أبا موسى ، فقال أبو موسى : لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا : وعن ابن مسعود أنه قال : لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذّ (٢) الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ، رواه البغوي.
وقال البخاري : حدثنا آدم ، حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة : سمعت أبا وائل قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال هذا كهذ الشعر لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرن بينهن ، فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة (٣).
وقوله تعالى : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) قال الحسن وقتادة : أي العمل به وقيل: ثقيل وقت نزوله من عظمته ، كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه : أنزل على رسول اللهصلىاللهعليهوسلم وفخذه على فخذي فكادت ترض فخذي (٤).
وقال الإمام أحمد (٥) : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال : سألت النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض» تفرد به أحمد.
وفي أول صحيح البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كيف يأتيك الوحي؟ فقال : «أحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه الوحيصلىاللهعليهوسلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا (٦) ، هذا لفظه.
وقال الإمام أحمد (٧) : حدثنا سليمان بن داود ، أخبرنا عبد الرّحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كان ليوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها (٨) ، وقال ابن جرير (٩) : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور عن معمر عن
__________________
(١) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ٣١ ، ومسلم في المسافرين حديث ٢٣٥ ، ٢٣٦.
(٢) أي لا تسرعوا في قراءته كما تسرعوا في قراءة الشعر ، والهذّ : سرعة القطع.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٠٦ ، وأحمد في المسند ١ / ٤١٧.
(٤) أخرجه البخاري في الصلاة باب ١٢ ، وتفسير سورة ٤ ، باب ١٨.
(٥) المسند ٢ / ٢٢٢.
(٦) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٢.
(٧) المسند ٦ / ١١٨.
(٨) الجران : باطن العنق ، والمعنى : أنها تثبت في مكانها.
(٩) تفسير الطبري ١٢ / ٢٨٠.