والافتراء ، ويبعدونها عن الواقعية المجردة وإفهام الحقيقة المنزهة ، ويحتلوا الأذهان احتلال الصراصير ، ويفسدوا عقولهم إفساد الارضة .. مع اعتقادهم ويقيسهم أن لم يكن بين الصحابة من يسبق امير المؤمنين عليهالسلام في منقبة وفضيلة واحدة ، وان ليس في تاريخ الخليقة منذ قدم التاريخ من يمكن وضعه في كفة علي بن ابى طالب ويقرن به في جميع النواحي الخاصة والعامة والاجتماعية والفردية ، وانه «ع» كما اخبر به المشرع الأعظم صلىاللهعليهوآله ، سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وفاروق الامة ويعسوب الدين (٢) وكقوله صلىاللهعليهوآله : يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله ، وعدوّك عدوي ، وعدوّي عدو الله ، والويل لمن ابغضك بعدي (٣).
والواقع ان الامام امير المؤمنين «ع» ابتلى في حياته وبعد استشهاده بشر ذمة تنكرت له وجندت جحافل من الجنود وقوى البغي والمارقين لمحاربته ونزعوا الايمان من قلوبهم وطرحوا العقيدة جانبا وأقبلوا عليه وحربه مستبسلين لا يخافون سوء المصير وإضاعة المعهود والمواثيق النبوية ... وقد استطاعت الشرذمة الخداعة ان تستميل قلوب نفر من اهل المطامع ورجال السوء من المرتزقين والمتاجرين بالحديث والسنة لوضع احاديث وروايات هي أوهن من بيت العنكبوت ... حول قضايا تخص الامام امير المؤمنين «ع» ولعبوا دورا خطيرا في التاريخ الاسلامي الروحي والسياسي لمتابعة الخطة الجهنمية وقتل المؤمنين
__________________
(٢) كنز العمال ٦ ، ١٧٥ ، اسد الغابة ١ ، ٦٩ و ٣ ، ١١٦ الرياض النضرة ٢ ، ١٧٧.
(٣) تاريخ الخطيب البغدادي ٤ ، ٤٠ ، الرياض النضرة ٢ ، ١٦٦ ، حلية الاولياء ١ ، ٦٦.