رجس ، وهي سيّدة نساء العالمين ، وأنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها.
والغريب في دعوى أبي بكر بكون الخمس والفيء الخاصّ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذي القربى صدقة ، فإنّ الناظر على الصدقة الجارية أيضا هو الوارث لا الأجنبي ، فإنّ ولاية النظارة على الصدقات الجارية أيضا هي من نصيب الوارث ، فكيف يمنعها عن الوارث؟!! وفي موضع آخر (١) قالت عليهاالسلام في معرض خطبتها المعروفة تجاه المهاجرين :
قالت ـ بعد الثناء على الله تعالى بأبلغ ثناء ، وذكر نعمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على هدايته للأمّة ، وكثرة وشدّة بلاء ابن عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ بن أبي طالب في إرساء الدين ـ :
وأنتم في بلهنية من العيش ـ أي سعة ـ وادعون آمنون ، حتّى إذا اختار الله لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم دار أنبيائه ظهرت حسيكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبع خامل الآفلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخا بكم ، فوجدكم لدعائه مستجيبين ، وللغرّة فيه ملاحظين ، فاستنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتموها غير شربكم.
هذا ، والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، بدارا زعمتم خوف الفتنة (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) (٢) ، فهيهات منكم! وأنّى بكم؟! وأنّى تؤفكون؟! وهذا كتاب الله بين أظهركم ، وزواجره بيّنة ، وشواهده لائحة ، وأوامره واضحة ، أرغبة عنه تدبرون؟! أم بغيره تحكمون؟! (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (٣) ... (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ
__________________
(١). بلاغات النساء : ١٢ ـ ٢٠ ، الاحتجاج ١ / ٢٦٣ ، بحار الأنوار ٢٩ / ١٠٨ ح ٢ وص ٢٣٣ ضمن ح ٨ خطبة الزهراء عليهاالسلام ، وانظر : شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢١٢.
(٢). التوبة / ٤٩.
(٣). الكهف / ٥٠.