ابن عبّاس موافق للكتاب والسنّة (١).
وروى البخاري بسنده عن عائشة ، في كتاب المغازي باب ٣٨ باب غزوة خيبر :
إنّ فاطمة عليهاالسلام بنت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّا لا نورّث ما تركناه صدقة ، إنّما يأكل آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذا المال ، وإنّي والله لا أغيّر من صدقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا ، فوجدت فاطمة فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ستّة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها زوجها عليّ ليلا ، ولم يؤذن بها أبو بكر ، وصلّى عليها (٢).
ورواه مسلم في صحيحه بنفس ألفاظه ، وأحمد في مسنده (٣).
وفي هذا الرواية التي هي من طرقهم (٤) ، ونظيراتها ممّا رووها ، فضلا عن طرقنا ، ما يدلّ على إنّها عليهاالسلام كانت ساخطة على أبي بكر وعمر ، منكرة لخلافتهم وإمامتهم إلى أن توفّيت عليهاالسلام ، مع إنّ من مات ولم يبايع أو لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية وكفر وضلال ، ممّا يدلّ على نفي إمامتهم وخلافتهم ، لكونها مطهّرة في القرآن من كلّ
__________________
(١). المغني ٧ / ٣٠١.
(٢). صحيح البخاري ٥ / ١٧٧ ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ٤٩٣.
(٣). صحيح مسلم : ١٣٨٠ ح ١٧٥٩ ، مسند أحمد ٢ / ٢٤٢ وص ٣٧٦ وص ٤٦٣ ـ ٤٦٤ ؛ وفيه : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله :
لا تقتسم ورثتي دينارا ولا درهما ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة
(٤). صحيح ابن حبان ١٤ / ٥٧٣ ح ٦٦٠٧.