ومتشابهها ، وخاصّها وعامّها ، ودعا الله لي بما دعا. وما ترك شيئا علّمه الله من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي ، كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفا واحدا.
ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا ، فقلت: يا نبيّ الله! بأبي أنت وأمّي ، منذ دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء لم أكتبه ، أفتتخوّف عليّ النسيان في ما بعد؟! فقال : لا لست أتخوّف عليك النسيان والجهل (١).
فعليّ عليهالسلام بجانب من شدّة الصلة بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقربه منه زمانا ومكانا وبيتا وصحبة ورحما وملازمة وأخوّة ومحبّة ، حتّى نزلت آية وجوب التصدّق قبل نجوى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يعمل بها إلّا هو عليهالسلام دون بقيّة الصحابة حتّى نسخت ، وكانت بيوت بعضهم في العوالي قد لا يرون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّاما كما جاء ذلك على لسان بعضهم (٢) ، مضافا إلى شدّة عناية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به عليهالسلام وإزلافه له ، فخصّه بتزويج فاطمة عليهاالسلام والمؤاخاة معه ، كما في آية المباهلة وغير ذلك من المواطن والمشاهد المذكورة في كتب الفريقين.
والغريب من أهل سنّة الجماعة ـ حين يستدلّون لحجّيّة الصحابي ـ التغافل عن كلّ ذلك ، وعن تقديم حجّيّة قول عليّ عليهالسلام وفعله ومقامه على بقيّة الصحابة. وكيف يستقيم ذلك مع حجيّة الصحابي ، بأنّه لو لا هم لانقطع نقل الدين وثبوته؟! وكيف يستبدلون حجّيّة الثقلين ـ كتاب الله وعترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ المنصوص عليها في القرآن وحديث النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم المتواتر بين الفريقين ، بحجّيّة الصحابة ـ إن كان مرادهم من الحجّيّة مقام العصمة والإمامة في الدين ـ أو بحجّيّة جميع الصحابة ـ إن كان مرادهم حجّيّة الفتوى أو
__________________
(١). أصول الكافي ١ / ٦٢ ـ ٦٤ ح ١ ، الخصال : ٢٥٥ ح ١٣١.
(٢). انظر مثلا : صحيح البخاري ١ / ٥٥ ـ ٥٦ ح ٣١ باب التناوب في العلم ، سنن الترمذي ٥ / ٣٩٢ ح ٣٣١٨ كتاب تفسير القرآن.