مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ) في ظلم آل محمّد (أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن ظلمهم ، رحمة منه لنا ، وغنى أغنانا الله به ووصّى به نبيّهصلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّه لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا ، وأكرم الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ أيدي الناس ، فكذّبوا الله ، وكذّبوا رسوله ، وجحدوا كتاب الله الناطق بحقّنا ، ومنعونا فرضا فرضه الله لنا. ما لقي أهل بيت نبيّ من أمّته ما لقينا بعد نبيّناصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله المستعان على من ظلمنا ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم (١).
وموقف عليّ عليهالسلام يوم الشورى حينما رفض شرط عبد الرحمن بن عوف لمبايعته أن يحكم بسنّة الشيخين ، وحصر الحكم بكتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، موقف مشهود معلن معروف عند الحاضر والبادي.
وقال عليهالسلام :
إنّه لا يقاس بآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الأمّة أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أطول الناس أغراسا ، وأفضل الناس أنفاسا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، وحجّة الله عليكم في حجّة الوداع يوم غدير خمّ ، وبذي الحليفة ، وبعده المقام الثالث بأحجار الزيت.
تلك فرائض ضيّعتموها ، وحرمات انتهكتموها ، ولو سلّمتم الأمر لأهله سلمتم ، ولو أبصرتم باب الهدى رشدتم ـ إلى أن يقول : ـ يا أيّها الناس! اعرفوا فضل من فضّل الله ، واختاروا حيث اختار الله ، واعلموا أنّ الله قد فضّلنا أهل البيت بمنّه حيث يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ
__________________
(١). نهج البلاغة : الخطبة ٣ ، كتاب سليم بن قيس : ١٦٢ ، روضة الكافي ٨ / ٥٨ ح ٢١.