يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) ، فقد طهّرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كلّ دنيّة وكلّ رجاسة ، فنحن على منهاج الحقّ ، ومن خالفنا فعلى منهاج الباطل ...
وعندنا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحكم ، وأنوار الظلم ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ، فمن أحبّنا ينفعه إيمانه ، ويتقبّل منه عمله ، ومن لا يحبّنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه ، ولا يتقبّل عمله وإن دأب في الليل والنهار قائما صائما.
والله لئن خالفتم أهل بيت نبيّكم لتخالفنّ الحقّ ، ولقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : إنّي وأهل بيتي مطهّرون ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تخالفوهم فتجهلوا ، ولا تتخلّفوا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، هم أحلم الناس كبارا ، وأعلمهم صغارا ، إنّهم لا يدخلونكم في ردى ، ولا يخرجوكم من باب هدى ، فاتّبعوا الحقّ وأهله حيث كانوا ... الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ونقل إلى منتقله ... (٢).
وقال في الخطبة القاصعة المعروفة ، التي أنشأها لبيان أنّ كفر إبليس هو كفر جحود لولاية وليّ الله تعالى ، وهو آدم عليهالسلام ، وعدم انقياد له ، وأنّ كلّ أبواب التوحيد وأركان فروع الدين تنتهي إلى ولاية وليّ الله تعالى :
ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة ، وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية ، وإنّ الله سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة ، في ما عقد بينهم من حبل هذه الألفة التي يتنقّلون في ظلّها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ؛ لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر. واعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ، وبعد الموالاة
__________________
(١). الأحزاب / ٣٣.
(٢). نهج البلاغة : الخطبة ٣.