أحزابا ، ما تتعلّقون من الإسلام إلّا باسمه ، ولا تعرفون من الإيمان إلّا رسمه (١).
فقد جعل عليهالسلام المدار في الهجرة هو : السير والانتقال مع ولاية وليّ الله تعالى ، وهو الإمام من أهل البيت عليهمالسلام ، والإعراض عنه تعرّب ؛ فبالموالاة والنصرة يقع عنوان الهجرة ، وبالتحزّب والتفرّق عن الموالاة يقع عنوان التعرّب ، وكلامه عليهالسلام يقضي بأنّ عنوان الهجرة وصف قابل للزوال عن الشخص ، وهذا اللازم قهري بعد عدم كون الهجرة سفر وانتقال من مكان إلى مكان آخر.
فتحصّل أنّ معنى الهجرة والنصرة عند فاطمة وعليّ عليهماالسلام متطابق على هذا المعنى ، وهذا المعنى هو الذي يستفاد من تعريف الهجرة والنصرة من سورة الحشر ؛ إذ قيّدت الهجرة ب (وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) (٢) ، وقيّدت النصرة ب (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) (٣) ، فالهجرة هي نصرة وموالاة وليّ الله تعالى ، والنصرة هي محبّة ذلك والمؤازرة عليه.
نتف من كلماته عليهالسلام في عدّة من الصحابة بأعيانهم :
١. قال له ابن الكوّاء : «يا أمير المؤمنين! أخبرني عن أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال عليهالسلام : «عن أيّ أصحاب رسول الله تسألني؟» قال : «يا أمير المؤمنين! أخبرني عن أبي ذرّ الغفاري!» قال : «سمعت رسول الله يقول : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ».
٢. قال : «يا أمير المؤمنين! فأخبرني عن سلمان الفارسي. قال : بخ بخ ، سلمان منّا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم علم الأوّل والآخر».
٣. قال : «يا أمير المؤمنين! أخبرني عن حذيفة بن اليمان. قال : ذاك امرؤ علم أسماء المنافقين ، إن تسألوه عن حدود الله تجدوه بها عالما».
__________________
(١). نهج البلاغة : الخطبة ١١.
(٢). الحشر / ٨.
(٣). الحشر / ٩.