من أحبّ الناس إليه : «لو أحبّني جبل لتهافت» (١). وسهل بن حنيف صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان بدريا ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حروبه كلّها ، وكان من النقباء (٢).
١٠. وقال لمّا بلغه نعي مالك الأشتر : «لله درّ مالك ، وما مالك! والله لو كان جبلا لكان فندا ، ولو كان حجرا لكان صلدا ، لا يرتقيه الحافر ، ولا يوفي عليه الطائر. أما والله ليهدّنّ موتك عالما وليفرحنّ عالما ، فهل مرجوّ كمالك؟! وهل قامت النساء عن مثل مالك؟! فعلى مثله فلتبك البواكي.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ إنّي أحتسبه عندك ، فإنّ موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكا ، فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربّه ، مع إنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّها أعظم المصيبات» (٣).
وقال عنه أيضا : «لا ينام أيّام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع ، حذّار الدوائر ، أشدّ على الفجّار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنس أو عار ، وهو مالك بن الحارث أخو مذحج ... فإنّه سيف من سيوف الله ، لا كليل الظبة ، ولا نابي الضريبة» (٤).
١١. وقال في كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي ـ ابن أمّ المؤمنين أمّ سلمة ، وهي التي أرسلته لنصرة الأمير في الجمل ـ واليه على البحرين : «ولعمري لقد أحسنت الولاية ، وأدّيت الأمانة ، فأقبل غير ظنين ولا ملوم ، ولا متّهم ولا مأثوم ، فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وبقية الأحزاب ، وأحببت أن تشهد معي لقاءهم ، فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ ونصر الهدى وإقامة عمود الدين إن شاء الله» (٥).
١٢. ونظيره ما قاله عليهالسلام لمخنف بن سليم الأزدي ، عامله على أصبهان (٦).
__________________
(١). نهج البلاغة : الكلام ١٣٣.
(٢). وقعة صفّين : ١١٢.
(٣). نهج البلاغة : الكلام ١٥٣.
(٤). نهج البلاغة : كتاب ٦٩.
(٥). نهج البلاغة : كتاب ٣١.
(٦). نهج البلاغة : كتاب ٣٢.