النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نجم ورأس في الصحبة والصحابة؟! علاوة على قرابته للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومقاماته في بناء صرح الدّين.
كلّ هذا شاهد لما كررناه في بحوث هذه الحلقات أنّ عنوان الصحابة لا يراد به إلّا أصحاب السقيفة دون الأنصار ودون بني هاشم ودون من والى عليّا عليهالسلام من المهاجرين وسائر الصحابة ، كما أنّ مرادهم من أصحاب السنّة هو سنّة العداء والقطيعة والجفاء لعترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل إنّ هذه السنّة الجاهلية والمنبعثة من السقيفة والأمويّة المروانية قد طالت شخص النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال ابن حجر في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص المخزومي المعروف بالفأفأ :
قال أحمد ـ أي ابن حنبل ـ وابن معين وابن المديني : ثقة ... وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه ، وقال ابن عدي : هو في عداد من يجمع حديثه ، ولا أرى بروايته بأسا ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال محمّد بن حميد عن جرير : كان الفأفأ رأسا في المرجئة وكان يبغض عليّا ، ذكره علي بن المديني يوما ، فقال : قتل مظلوما. وقع في صحيح البخاري ضمنا ، وذكر ابن عائشة أنّه : كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجى بها المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم (١). وقد وثّقه الذهبي أيضا (٢).
أقول : وكيف لا يركنون إلى أمثال هؤلاء الرواة المبغضين للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته ، ـ كمروان بن الحكم ونظائره في صحاحهم ـ؟! وكيف لا يأمنونهم على دينهم والسنّة عندهم هي على قطيعة العترة وجفائهم وهجرهم والعداوة لهم؟! وهي تؤدي إلى قطيعة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والعداوة له ، كما أنّ مودّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تؤدي إلى مودّة عترته ، فالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته متلازمان في المودّة ، وبغض أحدهما يؤدي إلى بغض الآخر وهذا هو مفاد آية المودّة ، إذ مقتضى كون مودّة القربى أجر الرسالة هو : أن تقدير نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ورسالة
__________________
(١). تهذيب التهذيب ٢ / ٥١٤ ـ ٥١٥.
(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٦٣١.